الرئيسية » News » رعي الإبل والزراعة.. مهن تتوارثها الأجيال في العلا

رعي الإبل والزراعة.. مهن تتوارثها الأجيال في العلا

skynewsarabia


طبيعة ساحرة، تختلط فيها المساحات الخضراء بالصحارى القاحلة وجبالها، لتفرض على أهلها مهنا توارثوها منذ قديم الزمان، دون أن يترك التطور والانفتاح الذي تشهده مدينة العلا السعودية، أثره عليها.00:00 / 00:00

رعي الإبل والزراعة، مهنتان تجريان في دماء أهل العلا، كانتا ولا تزالان مصدر رزق كفيل بإعالة أسر بأكملها، مما يفسر تمسكهم الكبير بها.

على بعد نحو 40 دقيقة من مركز العلا، انطلق موقع “سكاي نيوز عربية” في رحلة إلى أحد مرابض الإبل، للقاء مالكها إبراهيم الضوان البلوي، الذي توارث تربية الإبل ورعيها عن أجداده.

ولدى الوصول، تجلى مشهد غروب الشمس، مع الإبل التي كانت طليقة ترعى في أنحاء المكان، قبل أن يقوم مالكها بمناداة “نايفة”، الناقة الأقرب إليه، ليقدمها لزواره.

ومع قدوم “نايفة”، بدا جليا أن العلاقة بين الإبل ومالكها تتعدى كونها تجارة فقط أو حتى هواية، وهو ما علق عليه البلوي بالقول: “كل ناقة أو جميل لديه شخصية مختلفة نميزها، كما أننا نميز أشكالها وأسمائها، وهي بدورها تستجيب للاسم الذي نطلقه عليها”.

وتابع: “الإبل تعرف أصحابها وأصواتهم، وتصبح مع الوقت كفرد من العائلة، تقضي مع الراعي وقتا طويلا وتسافر معه، بل وتحرص على تدفئته في البرد بالجلوس بقربه وتغطية جسمه لحمايته من المطر”.

وكان من اللافت أن العلاقة القوية بين الإبل والراعي، لم تتغير مع مرور السنين واختلاف طريقة الرعي نفسها. وقال البلوي: “كانت الإبل أو الأغنام قديما ترعى في الأماكن التي تسقط عليها الأمطار، وتتحرك من موقع إلى آخر بناء على ذلك، لكن الآن مع قلة تساقط الأمطار، أصبحت الإبل تأكل من الشعير والبرسيم وغيرها من الأعلاف التي تتم زراعتها أو شراؤها”.

كما أشار إلى أنه قديما، كان الناس يعتمدون بشكل كامل على الإبل كمصدر للرزق، بحصولهم منها على اللحم والحليب، الذي تنتج الناقة الواحدة نحو 15 لترا منه يوميا. أما الآن، فإن غالبية الناس يتخذون الوظائف أو الأعمال الحرة مصدرا أساسيا للرزق، إلى جانب رعي الإبل.

وللتعرف على طبيعة الحياة لدى راعي الإبل ومجريات يومه، توجه موقع “سكاي نيوز عربية” بالسؤال لمالك إبل آخر يدعى ماجد الضوان، الذي قال: “ينتعش عملنا في موسم الربيع، حيث نطلق الإبل في الساعة السادسة والنصف صباحا لترعى طوال اليوم حتى وقت مغيب الشمس، لنقوم بعدها بربطها، وحلبها عند موعد صلاة العشاء”.

الصميل




ولحفظ الحليب الذي يحصل عليه الراعي من الإبل، أشار الضوان إلى أنه يتم الاعتماد على “الصميل“، قائلا: “تقوم والدتي بصناعة الصميل من جلد الأغنام، ويتم وضع حليب الإبل أو الماعز داخله، لحفظه لمدة تصل إلى 3 أيام”.
أما لصنع الزبدة، فيتم استخدام أداة أخرى تعرف بـ”الغرب”، حيث يتم وضع اللبن داخله وخضه باستمرار لحين تكوين الزبدة.
أغراض علاجية
ولعل أكثر ما يثير الاهتمام في حياة راعي الإبل، هو اعتماده عليها في أغراض علاجية، إذ قال البلوي إن أهل البادية يلجأون إلى حليب الإبل للحفاظ على صحتهم، بينما يقوم الكثير منهم بخلط بول الإبل بالحليب وشربه لـ”تنظيف المعدة”.
وتابع: “عانيت من الأوجاع بسبب القولون، إلا أنني شفيت منها تماما بعد أن واظبت على شرب خلطة البول والحليب”.
ومع مرور الوقت، تحول رعي الإبل من مهنة بسيطة إلى تجارة مربحة، إذ نوه البلوي إلى أن أسعار بعض الإبل تصل إلى 30 مليون ريال.
وأوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”: ” كان الناس يهتمون بالإبل كونها مصدر غذاء مهم، لكنه الآن تحول إلى تجارة، فمزاين الإبل تصل أسعارها إلى 30 مليون، كونها مصدر لإنتاج حيران (صغار) المزاين”، منوها إلى أن تلك الإبل الصغيرة قد تبدأ أسعارها من 50 ألف ريال.
وعن طريقة إنتاج الإبل في المزارع، أوضح البلوي أنهم يعتمدون على “فحل” واحد يبلغ عمره 18 عاما، يقوم بتخصيب الإناث، التي تحمل الجنين لمدة عام كامل، منوها إلى أن الإبل تعيش لمدة تصل إلى 35 سنة.
ولدى سؤاله عن أغلى أنواع الإبل، قال: “هناك 3 أنواع للإبل، الوضح وهو أبيض اللون، والحمر (حمراء اللون)، والصفر (سوداء اللون)، وأغلاها هو الوضح”.
كما أشار إلى أن لكل قبيلة في المنطقة “وسم” خاص بها، يتم وشمه على رقبة الإبل أو فخذها، للتأكيد على تبعيتها للقبيلة، “حفاظا على حقوق الناس ومنعا للمشاكل”.
وفي ختام حديثه، أكد البلوي تمسكه، هو وأهالي العلا، برعي الإبل، مؤكدا على أن ازدهار قطاع السياحة في المنطقة جعلهم “أكثر اهتماما بالإبل وحرصا على التمسك بتراث أجدادهم”.


مزرعة

“واحات” في قلب الصحراء

وكحال البلوي، التقى موقع “سكاي نيوز عربية” بالمزارع عبد الرحمن بن عيسى، الشهير بـ”أبو ماجد”، الذي حرص هو الآخر على الحفاظ على تراث أجداده، وأنشأ مزرعة تعكس جمال العلا “حرفيا”، إذ تنتشر فيها الأشجار، التي تحيط بها الجبال الشاهقة.

وقال أبو ماجد: “مع تواجد البشر في العلا منذ قديم الزمان، انتشرت الزراعة بينهم وازدهرت مع مرور الوقت، وذلك بفضل المياه الجوفية التي كانت المدينة غنية بها بصورة كبيرة”.

وأضاف: “عملت في الزراعة عندما شغلت منصب مشرف تربوي، وبالرغم من أنني عملت في الكثير من المجالات، فإنني لم أبتعد يوما عن الأرض، وقد تفرغت لها تماما بعد تقاعدي من وظيفتي”.
لقراءة الخبر كاملا
من هنا